بطولة غيرت المسار
يصف النجار قصته بالمثيرة، ويشرح: «في عام 2010، كنت معلماً لمادة التكنولوجيا في مدرسة National American School في زحلة جنوب لبنان، تلقيت دعوة للمشاركة في بطولة (روبوتيك)، حيث شاركتُ مع تلاميذي لسنتين متتاليتين فاكتسبت خبرة جديدة. بعدها، خضنا كفريق المباراة ونلنا المركز الأول في الأداء الروبوتيكي. وهذا الإنجاز شكل نقطة مفصليّة في حياتي فقررت التعمّق في المجال، عبر دراسة فرديّة لبرامج الروبوتات عن طريق الأونلاين. وبعد إتمام البرنامج، تخصّصت عام 2013 في Canergie Mellon University في الروبوت التعليميّة والمهارات التي يجب نقلها للأولاد. ثمّ انتقلت لتدريب فريق جديد في منطقة عالية ضمن Cedars High School، ربح الطاقم بطولات لبنان والعرب فتأهلنا إلى FIRST LEGO league World Festival حيث احتلّت المجموعة المركزين الثاني عام 2014 والأوّل عام 2015 لنصبح أبطالاً للعالم في مباراة ضخمة تبارزت فيها فرق في مجال الروبوتيك». يضيف النجار: «تَصدّرنا الترتيب متقدّمين على إسبانيا والولايات المتحدة في مسابقة جمعت حوالى 44 ألف تلميذ حول العالم. كسر الحدث حاجز الخوف لدينا، فتأكّدنا أنّ باستطاعتنا منافسة البلدان التي تَلقى مساندة من دولها وحيث التكنولوجيا متقدّمة».
دبي الحلم
إثرَ النجاح البارز عام 2015، تلقّى النجار عرضاً للعمل في دولة الإمارات. وفي دبي، صار مدرباً في International Concept for Education وتعاون مع (مركز الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز) فوجد أمامه كل ما يلزم لتعليم الأجيال الواعدة (الروبوتيك الحديثة). عن فكرة تدريب الروبوت وعمله في دمجه في المناهج الدراسية يقول النجار: «نقوم بتدريب الطلاب على كيفية التحول من مجرد مستخدم للتكنولوجيا إلى مطور لها، لإثبات قدرة الطالب العربي على مواكبة دول العالم المتقدمة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وهذا هو الهدف الرئيسي، وبدأت الفكرة معي بضرورة تعليم الطلاب على تصميم الروبوتات والبرمجة في المناهج الدراسية، من عمر 10 سنوات، فالأطفال الأصغر سناً يستطيعون تصميم روبوتات بطريقة أبسط تتناسب مع أعمارهم، مثلاً تحتوي على حساسات ومحركات صغيرة الحجم، ومسننات مصنوعة من البلاستيك خفيفة الوزن مع باقي القطع، بينما العمر الأكبر يستطيع أن يصمم روبوت بحجم أكبر وأكثر تعقيداً وتقدماً، واستخدام محركات أكبر ومسننات لنقل الحركة من مكان إلى آخر وزنها أكبر ومصنعة من الحديد».
موهبة وابتكار
ويضيف النجار: «نقوم من خلال المركز بتدريب طلاب المدارس، بعد اجتيازهم شروطاً عدة مثل التفوق في مجال الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي، والقدرة على العمل مع روح الفريق، بتطوير مهاراتهم على كيفية تصميم الروبوتات، وبرمجتها والاستراتيجية والإبداع والعمل الجماعي والبحث العلمي، بعد ذلك يلتحق الطلاب بمسابقة محلية تستقطب 3 آلاف طالب يفوز منهم 6 طلاب فقط بتصميم وبرمجة وتنفيذ المهام لخدمة المجتمع للروبوت الأفضل».
وعن المهام التي يبرمج الروبوت عليها، يؤكد النجار: «يتم تدريب الروبوت على مهام لها علاقة بخدمة المجتمع، حيث يمكن استخدام الحساسات الخاصة به لإزالة الحواجز والعوائق من الطريق ويكون ذلك الروبوت أكثر أهمية واستخداماً لذوي الهمم، ونستطيع تدريب الروبوت لمساعدة الإنسان في حمل أوزان ثقيلة لا يستطيع حملها بمفرده، ويمكننا أيضاً تدريبه في المستقبل على مساعدة المرأة في الأعمال المنزلية، فضلاً عن الروبوت المائي الذي يستطيع كشف نسبة التلوث بالمياه».
خليك بالبيت
راجت مقاطع مصورة لشربل النجار على منصة (تيك توك)، إذ حقق مقطع فيديو تمثيلي ظهر فيه بجانب الروبوت (ناو) آلاف المشاهدات، يوضح النجار: «حيث كنت أتصنع خروجي من المنزل أثناء فترة الحجر الصحي بسبب جائحة كورونا وكان الروبوت يعترض على ذلك ويمنعني مردداً عبارة (خليك بالبيت)». ويستكمل: «حصد هذا الفيديو آلاف المشاهدات خلال الساعات الأربع الأولى من بثه، رغم أنني لم يكن لدي أي متابعين أو مشاركات في التطبيق من قبل». ويوضح النجار أن الفيديو الأول له على (تيك توك) مع الروبوت (ناو) حاز نحو 80 ألف مشاهدة منذ بثه وحتى قبل أسبوعين، فقرر تقديم فيديو جديد، وكان عبارة عن حوار مع الروبوت يوجه فيه أسئلة عن كلمات وعبارات بالعربية ليقوم بترجمتها للإنجليزية والعكس، وحصل هذا الفيديو على 650 ألف مشاهدة، والآن وصل عدد متابعي شربل النجار إلى 300 ألف تقريباً منذ بداية جائحة كورونا».
شعور بالوحدة
عن علاقته بالروبوت (ناو)، يقول النجار: «رغم أن الروبوت (ناو) كان يخفف من معاناتي وشعوري بالوحدة خلال فترة الحجر المنزلي، لكنني لا أستطيع القول إنه يمكن أن يحل مكان أصدقائي وعائلتي ومن أحب، لأن من جعله أكثر تشويقاً هو تفاعله معي، والروبوت يمكن أن يحل محل الإنسان في بعض المجالات، مثل الكاشير أو المساعد في المطارات والمولات والفصول الدراسية وغيرها، لكنه لن يحل مكان البشر على الإطلاق، فسيبقى هناك دور حقيقي للإنسان في سوق العمل، حتى تدريب الروبوتات وتصنيعها وبرمجتها بالتأكيد، لن يتم إلا بأيدي خبراء من مهندسي الذكاء الاصطناعي».
https://www.zahratalkhaleej.ae/amp/article/